#Human Rights
Target:
رئيس جمهورية مصر العربية و رئيس مجلس الوزراء
Region:
GLOBAL


التحزب والتعصب مرض فى كل أعضاء جسد مصرنا ..
وهناك حلول للقضاء على هذا التعصب ..


رسالة مفتوحة رقم ١١

١٢ نوفمبر ٢٠١٣

إلى رئيس جمهورية مصر العربية
إلي رئيس مجلس الوزراء
إلى وزير الإعلام
إلى ساسة مصر الكرام
إلى وزراء مصر
إلى رؤساء الأحزاب
إلى كل رؤساء المؤسسات و الهيئات العامة و الخاصة
إلى كل الإعلاميين و المثقفين المصريين
إلي كل من يتعامل مع الشعب
الموضوع الرئيسي: مواثيق الشرف 11

التحزب والتعصب مرض فى كل أعضاء جسد مصرنا .. وهناك حلول للقضاء على هذا التعصب ..

بقلم: ا.د. محمد فياض
استاذ دكتور بجامعة سان هوزي الأمريكية بكاليفورنيا
البريد الالكتروني:
ad@gmail.commefay

تعد «إشكالية التحيز والتحزب » أزمة قائمة في الفكر المعاصر عموما والفكر العربي بالأخص , وهذه الأزمة تحولت إلى فزاعة أو عدو مفترض وهمي او فعلي تحدد مهمته في تبرير المشكلات والتجاوزات المنطقية والعقلانية والمواقف السلبية لبعض الدول في القضايا الدولية.
وتلعب الآلة الإعلامية وأجهزتها المؤسساتية دورا مركزيا في طرح الفكرة الأحادية المصطنعة للآخر بعيدا عن الموضوعية والحياد العلمي او هكذا الفكرة الديمقراطية كوسيلة محايدة مفترضة ..
*" لا للتحيز والتحزب " :والتحيز هو أن يكون الشخص ممثلا لحزب أو جماعة او تفكير وأيدولوجية معينه ويكون هذا واضحاً فى الكلام والافعال والتصرفات والاراء .. ظاهرة التعصب دليل انحطاط ورجعية وتخلف في اشد حالاته ..ليتنا نترفع عن هذه الجاهلية التي لن ترتقي بكم ولا بفكركم وهي اشبة ما يكون بقانون الغاب لا يمكن التعايش معه دون سفك الدماء.
**لا يختلف عاقلان في أنه من الخطأ الحديث عن وجود تقاليد حزبية فعلية في البلدان التي شهدت ما يسمى بـثورات الربيع العربى. إنّ سقوط الأنظمة الرجعية في هذه البلدان بفضل الإرادة الشعبيّة، وفّر مجالات غير مسبوقة من الحرية، وفتح سبل النشاط أمام الأحزاب. التحزّب قبل كلّ شيء هو حاجة إنسانية فطرية للتعبير عن الانتماء و التميّز والاختلاف. ومن الأهداف السامية للانتماءات الحزبيّة هي تجميع الآراء والمواقف والاتجاهات الّتي قد يتّفق عليها مجموعة من الأفراد، فتكون الأحزاب مجالا للالتقاء والإتحاد والتنظّم لصياغة برامج سياسيّة ممنهجة وفاعلة.
وبما أنّ كل تنظيم أو عمل إنساني لا يخلو من السلبيات، فالتحزّب لا يمكن أن يحيد عن هذه القاعدة.
*ولما تنظر لواقعنا الان ترانا خير مثال للتحيز والتعصب والتحزب .. احزاب كثيرة وجماعات وحركات وتيارات وأيدولوجيات وتوجههات أكثر .. ترى الاشخاص متحيزون .. والجماعات متحيزة والصحف والاذاعات والقنوات .. نجد مثلا تحيز بعض القنوات للإخوان كالجزيرة وبعضها الاخر متحيز لملاكها وقنوات حزبية وقنوات حكومية تعبر فقط عن سياسة الحكومة .. وكما تحيز الرئيس مصرى للإخوان وتحيز مبارك للحزب الوطنى فهل ستستمر تلك السياسة ؟!!
*جميل ان نرى من يطالب في مجتمعاتنا بالترابط والالتحام.في حين تكثر الاصوات المساندة لة..جميلة تلك الشعارات في حال تطبيقها بحاذفيرها..وصولآ الى الترابط والالتحام الحقيقي..ونحن معهم في هذا الشأن ونشد على ايديهم..بل نصفق لهم على تلك المبادرات السمحة المتأصلة..ولكن اتعجب لمن يطالب بهذا الامر!!ومن ثم يتخذ مكانة في غار (الانعزالية والتعصب والتحيز والتحزب) اي ان يكون المجتمع بأسرة في واد وهو في واد اخر..
**ويعتبر استبطان نظرية المؤامرة والشعور بالاستهداف والتضييق من أخطر المسائل، فهذا يحفّز على القيام بعمل دفاعي مضاد وبالتالي ينحصر الاهتمام على المجموعة الحزبيّة الضيّقة دون الالتفات لمصلحة الجميع. وهذا ما يجعل المجموعة الوطنية ضعيفة أمام العدو المشترك ويفتح المجال أمام الانتهازيين وأصحاب المطامع للتوغل في النسيج الاجتماعي والسياسي من أجل خدمة مصالحهم الضيقة والركوب على الأحداث. فعوض أن يقع تحويل الخلاف إلى اختلاف وتنوع وتطوّر وازدهار، يقع تحويل الاختلاف إلى خلاف وتشنج وتخلف وجمود.

توريث التعصب والتحيز من جيل الى جيل

**والأخطر من كل هذا هو توريث التعصّب الحزبي من جيل إلي جيل وربما يكون الجيل الجديد أشد تعنتا من الجيل القديم لأنه يتعصب لأسباب لا يعرفها تمامًا ولأحداث لم يعايشها بنفسه وإنما سمعها من طرف واحد واستبطنها بلا وعي. إذن، من الواجب تأسيس ثقافة حزبية سليمة، ولما لا إدراج محاور جدية للتربية الحزبية في البرامج التعليمية الرسمية في مراحل مبكّرة من للتعليم، فالثقافة الحزبية تختلف عن العلوم السياسية أو الدراية بالعمل الحزبي في حدّ ذاته. كما أن التثقيف الحزبي من المسؤوليات والواجبات الأخلاقية للأحزاب في حدّ ذاتها، دون أن ننسى دور الإعلام.

كيف نكافح التحزب؟

1. اتخاذ القرار الشجاع والصارم بنبذ هذه العصبيات امتثالا لأمر الله ونداء العقل، وتحطيم هذه الأصنام الحزبية التي جعلت من الفئة أمرًا مقدسًا لا ينبغي إشراك غيره معه ولا احتمال صدور الخطأ أو الغفلة عنه.

2. لا بد لنا من الإيمان بالتعددية والعمل بها فليس كل اختلاف هو خلاف وإنما يمكننا عبر تعدد الطرق أن نصل إلى ذات الأهداف في أكثر الأحيان أو على الأقل أن يصل كل منا إلى أهدافه التي لا تضر بالآخر. قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾. وقال عز وجل: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾. إذًا، الله سبحانه وتعالى يخبرنا أنه أوجد الاختلاف بين الناس عن قصد وهو الحكيم الذي لا يصنع شيئا إلا لعلة ومقصد، كما يخبرنا أن هذا الاختلاف هو محفز للتسابق للخيرات والأفضل، عكس ما يراه الكثيرون من أنه مدعاة للتصارع والنزاع الذي يخلف سلبيات كثيرة لدى الأطراف المتصارعة.
روح التنافس التي أمر الله بها بقوله: ﴿وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾ وروح التسابق في الخيرات هي بالضبط ما نحتاجه للخروج من نفق التحزب المظلم إلى الواقع المتقدم والتفوق في أمور الدين والدنيا، فهذا هو "المفتاح السحري" الذي دلنا عليه ربنا، وسبقنا به غيرنا، فتقدموا وتخلفنا. روح التنافس بعيدة كل البعد عن روح السيطرة المطلقة والنظرة الأحادية التي يتشبث بها المتحزبون ويعضون عليها بالنواجذ وربما نسبوها للدين ليبقوا هذه الحزبيات الجاهلية المتخلفة حية لأطول أمد ممكن.
3. الخروج من بوتقة الفئة الضيقة والاحتكاك بالفئات الأخرى وملامسة واقعها عن قرب، ليس لتصيد الأخطاء وإنما للبحث عن الإيجابيات التي تتميز بها هذه الفئات عن غيرها "نقاط القوة" والاستفادة من ذلك، وللبحث عن المشتركات والتركيز عليها بدلا من التركيز على نقاط التناحر التي تؤخر دائمًا ولا تقدم.
4. تقدير إنجازات الآخرين بل تشجيعها ودعمها دون تردد. وهذا يرتبط أيضًا بروح التنافس المذكورة في القرآن، حيث أن من الطبيعي أن تكون في التنافس جولات يتفوق فيها طرف وجولات يتفوق فيها طرف آخر ولكن في الحالتين يقر الطرف الآخر بهذا الإنجاز ويحترمه ويشجع منافسه على أن تكون الجولة القادمة أشد منافسة ليبذل كل منهما قصارى جهده نحو أن يكون هو الأفضل وبذلك يكون الطرفان رابحان لما يصل إليه كلاهما من مراحل متقدمة عن السابق وإن تفوق أحدهما على الآخر في جولة ما. وباختصار، علينا أن نفهم أن التسابق والتنافس يوصل الجميع للأمام ولكن الذي يبذل أكثر يصل أولا، وليس التسابق أداة لإسقاط الآخرين والعمل على إباقائهم في الخلف لكيلا يشاركونا في مركزنا.
5. الاعتراف بالخطأ عند وقوعه وإعطائه حجمه الذي يستحقه، فلا نهون أخطاءنا الكبيرة، ولا نضخم أخطاء غيرنا التي ربما تكون صغيرة وتافهة أحيانًا. وهذه خطوة ضرورية جدًا لإزالة حجاب التحزب عن العقل.
6. حمل تصرفات الأشخاص عليهم كأشخاص لا على الفئات التي ينتمون لها، أو بكلمة أخرى "عدم التعميم". كثيرًا ما تستغل تصرفات بعض الأشخاص لشن حملات التشويه والتسقيط لفئات كبيرة من الناس الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ينتمون لنفس الفئة التي ينتمي لها الأشخاص الذين صدرت عنهم هذه التصرفات!
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ وفي الآية إشارة لطيفة في عدم التحزب لأحد الطرفين، فكما أن أحد الطرفين أخ لكم، كذلك الطرف الآخر هو أخ لكم، وفي الآية التالية إشارة لطيفة لمعنى قريب من هذا المعنى أيضًا.
- ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا﴾.
-
مصادر تم الاستعانة بها : اصدارات شبكة مزن الاسلامية "شبكة ثقافية اجتماعية ".

GoPetition respects your privacy.

The التحزب والتعصب أمراض فى جسد مصر petition to رئيس جمهورية مصر العربية و رئيس مجلس الوزراء was written by Mohamed Fayad and is in the category Human Rights at GoPetition.