.من أجل تأسيس هيكل وطني مستقلّ للشّباب

لأن الشباب التونسي طليعة الشعوب العربية الحالمة بالحرية والوحدة و لانهم الاقدر على حمل الراية و المواجهة في الصفوف الأمامية بعيداً عن الصفقات الدبلوماسية... لأننا جيل شاب يتمرد على جيل شاخ ( ليس بمعايير العمر الزمني، وإنما بمعايير التحديث والفعل المثمر )...على جيل فشل في تقديم حلول ناجعة لتحقيق أهداف ثورتنا، أو إجابات شافية لأسئلتنا القديمة والجديدة،ولأن الكلمات المبهرجة والاصطلاحات الرنانة التي أتخم بها الخطاب الرسمي التونسي طوال السنوات الثلاث الأخيرة باتت تختفي، شيئاً فشيئاً، من القاموس المتداول لجيلنا جيل ما بعد الحداثة...لتكتسب دلالات جديدة، أو تستعيد دلالاتها الأصلية التي أُفرغت منها نتيجة الاستهلاك المجاني لها في الخطاب الخشبي الشعبوي لرموز السياسة و الإعلام الرسميين.

ولذا وجب علينا نحن الشباب أن نطيح أولاً بفكرة الطاعة العمياء لأولي الأمر لصالح فكرة الحرية المسؤولة. وبفكرة الرعية التابعة والمطيعة لصالح فكرة المواطنة كاملة الحقوق الإنسانية والعارفة بواجباتها. وبفكرة الاستئثار بالسلطة والمعلومات لصالح تداولهما الحر...أن نواجه السلطة المتعالية والفارغة، و البرج العاجي لنخب أخفقت في إنضاج ثقافة ثورية حقيقية.. .

وختاماً لأن ثورة الشباب التونسي تؤسس لرؤية جديدة للتاريخ، للذات، للثقافة السياسية، للواقع وللمستقبل.. رؤية تتغاير عن رؤى أولئك الذين فرضوا أنفسهم نخباً ويدّعون علم ما لا يعلمه الآخرون، ويفعلون ما يعتقدون أنه حقهم وامتيازهم على الآخرين، فاليعلم الجميع أننا مواطنون تونسيون أحرار و ثوار و أصحاب أرض و حق في وطننا تونس و لن نسمح لأي مخلوق ان يصنفنا كمواطنين درجة ثالثة من صنف العبيد و أن ينزع منا حقوقنا كتونسيين أبا عن جد .