نداء الفصل فيما يخص مناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

نداء الفصل فيما يخص مناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
نداء لمؤتمر استثنائي لإعادة بناء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

إلى مناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي وكل المتعاطفين والغاضبين
إلى شعب اليسار وكافة المؤمنين بقيم الاشتراكية والتقدم والعدالة الاجتماعية

بعد إطلاق حركة شباب 20 فبراير لشرارة الاحتجاج والتظاهر من أجل مغرب ديمقراطي تسود فيه العدالة الاجتماعية، وبعد خروج الآلاف من المغاربة في مظاهرات للتنديد بمختلف أشكال الإقصاء والتهميش والاستبداد والفوارق الاجتماعية، صار المغرب يعيش مرحلة جديدة من تاريخه. ولعل الخطاب الملكي لتاسع مارس 2011 يعد لحظة تاريخية قد تشكل بداية لدخول المغرب عهد الديمقراطية الحقيقية .فمن واجب كل فرد اليوم أن يسائل نفسه بمسؤولية وحزم بخصوص الدور الذي بإمكانه أن يلعبه خصوصا عبر حركة أحزاب فاعلة وذات مصداقية.
إن الاتحاد الاشتراكي اليوم أمام الحراك السياسي والاجتماعي الذي يعيشه المغرب بعيد كل البعد عن التمثيلية لشرائح المغرب العريضة التي كانت تسانده من قبل. لقد بات الاتحاد ضعيفا ودون وقع كبير يذكر في هذه التحولات. هو كذلك بعيد كل البعد عن أن يكون فاعلا سياسيا قويا له وزن في مجريات الأمور أو قوة اقتراحية تجعله طرفا كاملا في المستقبل الذي سار يبنى من دونه يوما بعد يوم.
رغم مقررات المؤتمر الثامن التي نادت بالإصلاحات العميقة للنظام السياسي المغربي، إلا أن قيادة الحزب ظلت عاجزة على رفع هذه المطالب والنضال من أجل تفعيلها رغم النداءات المستمرة لمجموعة من مناضلي الحزب الشرفاء. لقد صار حزب القوات الشعبية بسبب قيادته الضعيفة غير قادر على تفعيل توصيات مؤتمره التي كان من شأنها أن تخرجه من الأزمة التي يتخبط فيها منذ 2002. كما أن الحزب لم يستطع تأطير حركة الشباب الطامح إلى التغيير والتوجه نحو مستقبل أفضل، فأصبحت الأداة الحزبية اليوم رهينة لبعض قياديي الماضي الذين فقدوا كل مشروعية وتمثيلية أمام جماهير اليسار و أمام الشعب المغربي عموما.
إن كان على هذا الحزب أن يلعب دورا ما في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ الوطن، فلا بد له من تبني طرح واضح ومشروع مجتمعي قادر على تعبئة الجماهير الشعبية والسير نحو غد أفضل. ولا بد له كذلك أن يخوض في مرحلة إعادة إحياء وبناء هياكله التنظيمية والتي تمر لا محالة بتغيير محوري في القيادات والتوجهات وكذا أساليب العمل والتواصل.
ندعوكم أيها الإخوة والأخوات إلى مساندة هذا التغيير عبر عقد مؤتمر استثنائي للحزب في غضون شهرٍ.
ولعله مؤتمر الفرصة الأخيرة من أجل رجوع الحزب إلى القوات الشعبية. إنها فرصة إعادة البناء الحقيقي والانخراط الجدي في بناء مغرب الملكية البرلمانية بمشروع مجتمعي واضح المعالم يستجيب لطموحات الشعب.
إنقاذ الوطن لا يمكن أن يتم إلا عبر أحزاب قوية و مناضلة ومنخرطة في صفوف الجماهير الشعبية, ولعل الاتحاد الاشتراكي يحتاج اليوم إلى انتفاضة داخلية حقيقية لتصحيح المسار ولعب دور تاريخي و ريادي في دينامية التغيير.

إن التغيير ممكن وإنقاذ الاتحاد ممكن ومغرب آخر ممكن.