نداء إلي فضيلة شيخ الأزهر

‎

نداء ورجاء
‎فضيلة شيخ الجامع الأزهر، تحية طيبة وبعد:
‎تعيش مصرُ حالةً من التغيير لم تشهدها من قبلُ، ويتطلَّع شبابُها وأهلها
‎لحياة جديدة تنفض عنهم غبارَ الماضي بكلِّ ما فيه من بؤس وفقر وظلم، وفي
‎ظِلِّ هذه الأزمة تعلو رقاب الناس لتنظر إلى رموزها في جميع المجالات،
‎ينتظرون من فضيلتكم أن تكونوا في أوَّلِ الصفوف، وأن تشاركوهم ثورتهم ونهضتهم،
‎وأوَّلُ مَن يَبدَأ الناس بهم هم رجال الدِّين، وعلى رأسهم شيخ الجامع
‎الأزهر.
‎فأنت مَن تعوَّد الناس على سماع صوته في أمور دِينِهم ودُنْياهم،
‎فلا يَجدُر بفضيلتك ألاَّ تنزلا من على الكرسي، وتفترش الأرض بين الناس،
‎حتى إذا قامت الدولة الشابَّةُ كنت رمزًا لفترة التحرُّر، فقد آن
‎للأزهر أن يكونَ - كما كان - الشُّعْلةَ الأولى في الثورة على الظالم،
‎وهذه فرصة لن تكرر ليحدد الأزهر طريق مستقبله في الأيام القادمة، والذي
‎تبدو ملامحه في النقاط التالية:
‎
1- أن يستقِلَّ عن السلطة، ويستمِدَّ شَرعيَّته وقوته من الدين
.
‎2- وجوده ضمن دولة متحضرة ونظام عادل وحر يُعيدُ له مَكانتَه وهيبتَه،
‎ويُعطِيه دورًا أكبر بين مُؤسَّسات المجتمع.

‎3- أن يواكب تَطلُّعات الشباب والشعب كله في السعي نحو الحرية والعدالة والتقدُّم.
‎ونحن نُوجِّه لفضيلتك نداءً ورجاءً بصفتك الوظيفية، ونظنُّ أنَّ فيه خدمةً
‎لله والإسلام؛ وهو أن تشارك الناس في اعتصامهم، وإن لم يتيسر لمكانتك;
‎السياسية فلتستقيل من المنصب الدُّنْيَويِّ، ولتنزل إلى الناس مواطنيْنِ
‎من أهل مصر، طالبًا لها العِزَّة والكَرامة والحرِّية.
وفقكم الله وسدد خطاكم